الأشياء التي يمكنك رؤيتها فقط عندما تبطئ رتم حياتك

استمتعت في الفترة السابقة بقراءة كتاب هايمين سونيم الرائع بعنوان" "الأشياء التي يمكنك رؤيتها فقط عندما تبطئ رتم حياتك"
في هذا المقال سوف أذكر أهم الأشياء التي تعلمتها من قراءة هذا الكتاب الماتع 📚📖
الفصل الأول: خذ قسطاً من الراحة
لماذا أنا مشغول جدا: هل عقلي مزدحم أم دماغي مزدحم؟
يقول سونيم في كتابه اسأل نفسك لماذا أنت مشغول دائما؟ هل عالمك مشغول أم عقلك مشغول. لأننا عادة ما نتصور أن عالمنا، وعلقنا على أنهم أمرين منفصلين، ولكنهم هما في كثير من الأحيان شيء واحد. ويؤكد سونيم في كتابه أيضا على فكرة الترابطية بين العقل والعالم أي بمعنى أن الحدود بين العقل والعالم في الواقع رقيقة، ومسامية، ووهمية. فليس الأمر أن العالم يُشعِرنا بالفرح أو الحزن، فيُولّد فينا ذلك شعورًا تلقائياً، بل إن المشاعر تنبع من عقلنا الذي يُسقط تجربته الذاتية على العالم. فالعالم ليس فرحًا أو حزنًا بطبيعته، بل هو مجرد مرآة لمشاعرنا. يمكننا القول بلغة أخرى أن عقلك يعتمد على العالم ليبصر والعالم يعتمد على عقلك ليتواجد. فلذلك، عندما تشعر أن عالمك مزدحماً فقد يكون الحقيقية أن عقلك هو المزدحم.
الفصل الثاني: صادق مشاعرك
يقول سونيم في كتابه أن قدرتك على تسمية مشاعرك من حزن وغضب وغبطة وغيره هي أول الطريق نحو ادراتها بطريقة فعالة لأننا غالبا ما نكون غارقين في مشاعرنا بحيث لا نستطيع تسميتها عوضا عن ادراتها بطريقة فعالة صادق مشاعرك ولا تحاول أن تكتبها أو تهرب منها أو تتحكم فيه بل اسألها ما هي المعلومة التي تريد تخبرك بها فالغضب مثلا يخبرك أن قد تفقد السيطرة على ظروفك، بينما الخوف أن هناك خطراً محتملاً قد يقع عليك والشعور بالذنب يخبرك أنك ارتكبت خطاء، وتحتاج أن تصحح ذلك الخطاء ثانيا: لاحظ مشاعرك وكأنها تصدر من شخص آخر ولا تحاول التفاعل معها بشكل مفرط وسوف تنطفئ مع الوقت (اتركها لتنطفئ إذا تهيجت مثل الطين في بركة مائية كلما حركته تهيج اكثر ولكن لو تركته سوف ينطفئ من تلقاء نفسه)
الفصل الثالث: روض شغفك
يقول سونيم في كتابه أن من أخطر الأشياء هو امتلاك الشغف من غير حكمة وذكر في كتابه قصة حصلت له علمته هذا الدرس. فقال إنه عندما أصبح مدرس في الجامعة كان متحمساً جدا لتدريس طلابه لدرجة أنه طور منهج طويل مليء بالواجبات النظرية والعملية والأنشطة اللاصفية ولكن هذا أدى في نهاية أن مجموعة ليست بالصغيرة من طلابه فقدوا حماسهم واهتمامهم بالمادة خاصة أنهم كان يدرسون مواد أخرى في نفس الفصل الدراسي، وهذا ما قاده في نهاية الأمر إلى تعديل المنهج الدراسي بحيث يتناسب مع قدرات طلابه الحالية خاصة انهم في بداية حياتهم الأكاديمية ولديهم العديد من الالتزامات الأخرى وهنا تعلم سونيم أن الحماس وحده ليس كافياً لأداء مهمة بشكل متميز
الفصل الرابع: العلاقات الاجتماعيّة
أحد الحكم الجميلة التي تعلمتها أثناء قراءة كتاب سوتيم هو تشبيهه العلاقات الاجتماعية كشبه نار، فإذا اقتربت منها أحرقتك وأشعلت النار في ثيابك و، وإذا تركتها وأهملتها انطفأت ولم تستفد من دفئها، وإذا اعتنيت بها، وحافظت على مسافة مناسبة بينك وبينها استمرت واشتعلت واستفدت من الضوء الصادر منها. فكذلك الأمر مع العلاقات الاجتماعية، فإذا اقتربت من الناس كثيرا، فقد تصاب بالأذى وتكثر المشاكل التي تحدث بينك وبينهم، وإذا ابتعدت عنهم شعرت بالوحدة، وفقدت الاتصال بهم، وحرمت من متعة مرافقتهم، ولكن إذا وازنت بين الاقتراب والابتعاد حافظت على جودة علاقاتك وتجنب الأضرار الناتج منها
الفصل الخامس الطريق نحو السماح والغفران
جرب أن تسامح من أخطاء في حقك ليس لأن الخطأ الذي ارتكبته صغيراً، ويستحق أن تسامحه وليس لأنك موافق لما فعله اتجاهك، بل سامح من أجل ذاتك، سامح لتشعر بالسعادة، سامح لكي تتحرر من الشعور بالظلم والاستياء والحقد اتجاه ذلك الشخص. أعرف أن ذلك ليس سهلاً، وسوف تشعر بالظلم، وقد ينتابك شعور مفاجئ بالغضب، وقد تتدفق دموع المرارة على وجهك. اسمح لتلك المشاعر بالظهور ولا تقمعها، تعامل معها بلطف، وبقلب رحيم.
وبعد أن تمسح دموعك من على وجهك، اسأل نفسك بهدوء: "هل تريد أن تستمر في حمل هذا الاستياء في قلبك؟ هل تريد أن تعيش كضحية إلى الأبد؟
عندما تشعر بالاستعداد، استجمع شجاعتك واتخذ قرارك.
أعرف أن قلبك لن يستمع لقرار عقلك فورا، ولكن بالرغم من ذلك أعزم على المسامحة وتحرير نفسك من قيود المشاعر المؤلمة. في حال احتجت أن تحتاج المزيد من الوقت، أعد النظر إلى مشاعرك مجددا ولاحظ إذا كان هناك مشاعر غضب ومرارة. امنحها الإذن الكامل للتعبير عن نفسها. لاحظ كيف تتجلى هذه المشاعر في جسدك؟ هل تصبح عضلاتك متوترة، نبضات قلبك سريعة، هل يحمر جلدك؟ هل تتنفس بشكل سطحي وسريع، هل تشعر بضغط في صدرك؟ لاحظ موجات الأحاسيس الجسدية كيف تطفو على السطح، ثم تتراجع مرارا وتكرار. انتبه للأحاسيس التي تسري في جسدك. عندما تهدأ الأمواج قليلًا، انظر بعمق وانظر إلى ما يكمن وراءها. هل هناك أي مشاعر خفية وراء الغضب والمرارة؟ هل ترى خوفًا، أو خجلًا، أو حزنًا؟ هل تشعر بالوحدة وانعدام الأمان؟
عوضا عن الغرق فيها، راقبها. مع ازدياد رقة قلبك وانفتاحه، وجّه انتباهك نحو المعتدي أو الشخص المخطئ في حقك. لاحظ هل يمكنك النظر ما وراء قناعة ومعرفة ما يخفي وراء هذا العنف والخداع والظلم؟ هل يمكنك استشعار خوفه، وانعدام أمانه، وعدم استحقاقه؟ هل يمكنك الشعور بالوحدة أو الخجل تحت السطح؟ بدلًا من الاستسلام له، راقبه بعطف....
في داخلنا جبل شاهق من الخوف ونهر عميق من الحزن.
ولكن هناك أيضًا عين رحيمة تشهد على واقعك الداخلي.
عسى أن تجد شاهدك الداخلي، مصدر الحرية والشفاء.
الفصل السادس: الحياة
إذا كنت مقيماً في الولايات المتحدة الأميركية فسوق يقيمك الناس عادة وفقا للجامعة التي درست فيها أو حتى الحي الذي تعيش فيه، وإذا كنت مقيماً في كوريا الجنوبية، فسوف يقيمك الناس وفقا للمدينة التي تعيش فيها أو حتى المعبد الذي تذهب إليه. ولكن تكمن إشكالية هذه الأحكام أنها تبنى على ماضي الشخص وليس حاضره. فبالتالي يصبح الأشخاص الذين يولدون في عائلات غنية، ويملك المصادر الكافية للدراسة في مدارس جودة ذات عالية هم من يملكون الفرص والمزايا.فلذلك يقترح المؤلف سونيم أن تنتبه لهذا الانحياز الشخصي الذي عادة ما يجعلنا نقيم المظاهر الخارجية فوق القدرات والمهارات الحالية. ولتقليل من هذا الانحياز يقترح الكاتب أن تسأل نفسك عندما تقابل شخصاً جديداً في حياتك، هل تحكم عليهم وفقا للمدرسة الذي ارتاد لها أو العائلة التي ينتمي إليها أم وفقا لمهاراته وقدراته الحالية؟
صحيح المظاهر مفيدة، وقد تسهل الحكم على الناس ولكن الإفراط فيها قد يسبب لك قصر نظر لأنها سوف تمنعك من الاستفادة من الناس والتعلم منهم.
الفصل السابع: رسائل حول السعادة
ثلاثة أمور أدركتها عندما بلغت سن الثلاثين عززت من مستوى شعوري بالسعادة.
أولاً، الناس ليسوا مهتمين بي كما كنتُ أعتقد دائمًا. أنا شخصيا لا أستطيع تذكر ما كان يرتديه صديقي عندما رأيته قبل أسبوع وعن ماذا تحدثنا وكم استمر لقاؤنا. فبالتالي إذا، كنتُ لا أستطيع التذكر ملابس وتفاصيل صديقي فلماذا أتوقع أن الناس يتذكرون تفاصيلي الشخصية؟ صحيح نحن نفكر بالآخرين من حين لآخر، إلا أن ذلك نادرًا ما يكون لأكثر من بضع دقائق. وبعدها نعود إلى الأمور التي تهمنا وتقلقنا في يومنا الاعتيادي. فلماذا نقضي الكثير من الوقت قلقين بشأن مظهرنا أمام الآخرين؟
ثانيًا، ليس من الضروري أن أشعر أنني محبوب من قبل الجميع. ففي النهاية، أنا لا أحب الجميع. فهناك زملاء عمل، ومعارف وأصدقاء لا أطيق الوُجود بقربهم فلماذا افترض أنه يجب أن أعجب وأحب جميع البشر. فلذلك، لا داعي لتعذيب نفسك من خلال إجبارها على استرضاء الجميع. تقبل حقيقة أن الناس مختلفين، ولا يمكنك التحكم في مشاعرهم اتجاهك وسوف ترتاح.
ثالثًا، إذا كنا صادقين تمامًا مع أنفسنا، فإن معظم ما نفعله للآخرين هو في الواقع لأنفسنا. فمثلا، نحن ندعو لعائلتنا بطولة العمر لأننا نحتاجهم بقربنا، ونذرف الدموع عند وفاة شخص مقرب لنا لكي نتجنب الشعور بالوحدة والعزلة، ونضحي من أجل أطفالنا على أمل أن يحققوا ما عجزنا عن تحقيقه. انشغالنا المستمر أمر طبيعي وغريزي فينا فلذلك، ما لم نكن واعيا له قد يشرش نظرتنا عن العالم. فلذلك، توقف عن القلق بشأن آراء الآخرين، وافعل ما يتمناه قلبك. لا تُرهق عقلك بالسيناريوهات الصادرة من كلمة "ماذا لو" وخفّف من تعقيد حياتك، وتقبّل رغباتك الإنسانية ما لم تتعارض وتؤذي الآخرين.
فقط عندما تكون سعيدًا، يمكنك المساهمة في جعل العالم مكانًا أكثر سعادة.